مشاعر تتجسد كالكلمات...!!!

صورتي
. . . من أنا؟ أنا ... لربما قطعة حجرية مجبولة من حنين بارد، و شوق باءت، و جلد شيء ما ... من مكان ما. أو قطعة قماش بالية ... مرمية في تلك الزاوية ... العمياء من هذا الزمن البائس. من أنا؟ أنا ... خليط من كل شئ سيء، و القليل من أشياء يقال أنها جيدة. أنا؟ أنا أحلام إنسانية وغطاء لوقائع مأساوية ... تسود عالم ... تسوده السوداوية. فرجاء لا تسأل من أنا ... فانا نفسي لا أعرف من أنا

29‏/03‏/2010

ذكريات مليئة برائحة الكتب و المطر و رائحة صديق

بعدما قررت الذهاب للنوم ... بعد الساعة الثانية صباحا، أحسست برائحة ذكية، رائحة عطرة لذلك الغبار المتناثر عن وجه الكتب التي لطالما مسحتها بكفي في تلك المكتبة القديمة لذلك المالك القديم، ذلك الرجل الذي كان يوما واحد رجل مثقف يعرف كيف يستخدم ما اكتسبه من ثقافة و يخبرنا به، ذلك الرجل نفسه كان في أكثر الأيام يتكلم, يتكلم, يتوه و يضيع في عبارات ثقافيه لا يعرف كيف يستخدمها. الحقيقة ذلك التبدل و التناقض المضحك كان السبب الرئيسي الذي جعلني أنا و صديقي نتردد باستمرار إلى ذلك المكان. و من ثم نقضي الاسبوع باكمله ننتقده هو و ثقافته الغنيةو السيئة الالقاء. تلك المكتبة كان أهم مقصد لنا كل إسبوع، كنا نتردد إليها أسبوعان أو ثلاثة لكي نقرر أي الكتب أكثر متعة و فائدة، و من ثم تبدء اسابيع التردد (للمساومة) على سعر الكتاب لكي يتناسب مع ما في جيوبنا. لا أدري لماذا كنت انجذب من غير شعور إلى الكتب التي تراكم عليها الغبار، فكنت امسحها و أتصفحها كتاب بعد كتاب بسرعة و في النهاية كنت اشتري كتاب من كتب التاريخ، أما صديقي ذلك الشاب الذي كان يحاول أن يقوم بكل شيء، كان يذهب إلى تلك الناحية ذات الكتب الثورية النظيفة لكن المهترئة في اشكالها و تصميمها كانها من القرن الثامن عشر. لادري لما تذكرت هذه الذكريات المليئة برائحة الكتب و المطر و رائحة صديق كان يمشي معي في تلك الشوارع المبللة لتلك المدينة الصغيرة (طرطوس). ربما لاني أصبحت بحاجة الأن لكي اقرأ شيء ما من تلك المكتبة، ربما أصبحت ألان بحاجة ماسة إلى إنتقاء كتاب ما و أنظف وجهه بكفي مبعد الغبرة المثيرة عنه ثم أتصفحه قليلا و اشتريه، و اذهب إلى سريري لاكتب إسمي و التاريخ على الصفحة ألاولى و ابداء بذلك ملامسة صفحاته و قراءة فصل من تاريخ ما لاصنع به فصل من فصول (ذاتي التي خطفت مني) صديقي عندما تقرأ هذه الكلمات المبللة بالذكريات اتمنى إن استطعت, أن تشتري كتاب من تلك المكتبة و ترسله لي مع أحد ما لاسترجع قدرتي على التثقف, و قدرتي على الطفولة بعد أن فقدتها في هذه الغربة القاتلة.

هذه الكلمات لك و لذكريات غنية ... بالوطن و الانسانية.

نوار يوسف : ٢٩ - ٣ - ٢٠١٠

18‏/03‏/2010

ذاتي التي خطفت مني ...

أحيانا ينتابني شعور بالثورة ... على كل شيء، و ما يلبث لحظة أن يخمد. أحيانا ينتابني شعور بالحب يستمر لشهور ... لكن إن خمد يخمد لشهور. و أحيانا اخرى ينتابني شعور بالغضب، بالكراهية، بالسخط، بالحزن، و بكل شيء سيء يجعلني أفكر باني محتاج للعيش في مكان خالي، مكان لا يوجد فيه أحد، أبقى فيه لوحدي و لو لفترة قليلة استرجع فيها نفسي و ذاتي التي خطفت مني في هذا العالم المادي المجرد من كل شيء أخر. أجدها و اسجلها في أوراقي، مرافقتي الوحيدة. اسجل كل ما تكلمني به حبات رمال الصحراء، كل ما أسمعه من أنغام لمياه عزبة تتدفق من جدول مليء بالنقاء، و أكون شاهد على كل صرخة لكل موجة حين تتكسر على صخور الشواطئ. موسيقى لعود حزين (نصير شما)، و كلمات قصائد ثائرة (نزار قباني)، و أغاني لصديق يحاول الثورة ... و كل شيء. كل هذه الامور تعيد لي التفكير و الاحساس بان هناك شيء ما في داخلي سينفجر، شيء ما علي اخراجه مهما يكن و نقله إلى ورقة ... أو إلى صورة فذلك ليس مهم المهم أن يخرج. و سيأتي يوم و يخرج فيه ذاك الشعور من داخلي ليصب جام غضبه على عالم نسي معنى الانسانية و الانسان .
نوار يوسف : ١٩ - ٣ -١٠٩٤!!!؟؟؟

15‏/03‏/2010

أنا جبلت من ...

مع أغاني فيروز ... و مع ألحان الرحابنة ... لا شيء ينبع مني سوى ذكريات الطفولة و المراهقة ... ذكريات تذكرني دوما باني في يوم ما كنت انسان، و مع المشاعر الانسانية تلك أشعر بشيء غريب عني و عن مشاعري . فهل ما زلت انسان ؟ هل هناك في ذلك القعر المتحجر داخل صدري شئ مما كنت أملك في الماضي. لقد كنت انسان عندما كنت أملك أصدقاء، اقرباء كثر، قرية، و وطن. الأن لا أملك إلا القليل من كل هذا، فهل ما زلت؟ ... (عندي ثقة ... و عندي أمل ...) لكن بماذا ؟ بانه سيأتي يوم و تعود الامور كم كانت؟ ... و ساعيش كما دوما عشت؟. أم تلك الثقة بان كل شئ يذهب ... لا عودة له؟. فلا تلك الشيطنة في المدرسة ستعود ولا ذلك التسكع الشتوي في القهاوي سيعود . و لا حتى الفتيات (ذات القرون، ذات القرنين، او ذات القرن ستعود ) ...!!! يا صديقي أنت تتغزل بصديقتك و أختك و الوطن ... و أنا هنا اتغزل بذكرياتي مع ذلك الوطن ... و كيف الناس يستطيعون العيش بلا وطن؟ لا انتظر اجوبة من أحد لاني أعرف أن كل شخص بما جبل يشعر و أنا جبلت من الحزن ... من فيروز ... و من الوطن ... .
نوار يوسف : ١٥ - ٣ - ٣١٢٠ ؟؟؟!!!